يأتي رجل توصيل الطلبات و يدق جرس الباب ، يسلم الطلبية للشاب صاحب البيت ، أو المقيم في بيت أهله . زجاجة النبيذ الذي قد طلبها سرا ، ملفوفة بكيس القمامة الأسود حتي لا يعلم أحدا من المارة في الشارع بما يحتويه ذلك الكيس . فذلك المحل لا يعلم عنه الا محبي الخمور و طالبيه ، في تلك الدولة السلفية ، اللحي الطويلة تملأ الشوارع و العبايات السوداء. الشاب له لحية ايضا و لكنها شعثاء بعض الشئ ، و لا يقصد به أن يكون مثل هؤلاء المتأسلمين ، و لكنها وسيلة حتي يعتقدون أنه لا يختلف عنهم ، و يكفي اعتقادهم بذلك ضمانا لحمايته ، و لا يهمه تشذبيها فهو غير راض عن حياته علي أي حال .