Tuesday 24 April 2012

اطلالة علي الجنة

نسيم رقيق من ربيع غير معتادين عليه في بلدنا . برودة الاحساس بهبوبه عند ملامستنا .يمر الهواء الخفيف بين فتحات الشيش . و صوت الآذان الذي يمر بين حوائط المباني حتي شباكي و الي مسامعي ، آذان المغرب و العشاء و الفجر الهادئ ، و كأن النسيم الرقيق لهذا الربيع الغريب هو الذي يحمله معه اليَ . فتلك هي  بعض من روائح الجنة التي تتطايرت مع هبوب الرياح و وصلت الينا علي الأرض . حتي نطل عليها و نذوق القليل جدا منها . فاذا كان قلبنا خفيف المثقال فسوف تحملنا تلك الرياح و الاصوات المنادية الي مكان مهبها ، لبضع دقائق . و حينها نلتمس المزيد من تلك الجنة من ربنا ، لكي يعطينا اطلالة اكبر عليها . و نظل نحلم بسمائها و انهارها و خضرها الي مماتنا . 

Sunday 15 April 2012

صفقة اليوتوبيا الخاسرة





صفقة اليوتوبيا الخاسرة

وجه مشوه .
وزن ثقيل .
تلوث .
كارثة طبيعية .
فوضي ....
من دون الاخبار السيئة لن يصمد الاعلام ، و سوف يفقد وظيفته في نقل الاخبار و الاثارة ، فبعدم وجود الفوضي لن يجدوا ما ينقلونه ليجذبوا المشاهدين و المستمعين ...فمن سوف يستمع الي أخبار سعيدة و حالات مستقرة ؟ الاستقرار ممل ، و الخير ان كان موجود من دون نقيضه فسوف تنهار أشياء كثيرة عرفناها . سوف تنهار المؤسسات الخيرية و المستشفيات بغياب الفقر و الأمراض . سوف تنهار شركات الأدوية اذا شفي الناس من مرضهم . الحروب سوف تتوقف و المجاعات ... الرسام لن يجد جديدا ليرسمه و يعبر عن ألم غير مألوف ، الكاتب لن يشكو من أحوال المجتمع ان كان بخير ، و سيعجز في أن يجد التشبيهات و البلاغات الابداعية الجديدة اذ أن كل شئ علي ما يرام . سوف تختفي الأفلام الدرامية و المسرحيات . سوف يتوقف الغناء اذ أن كل ما هو حلو تم معرفته و التمني في الحصول عليه ، أما المصائب فهي بحور و ألوان ... اليوتوبيا مملة ، و لأجلها يتقاتل الناس . و لكن اليوتوبيا لن تجعلنا نبكي او نتمني او نكافح او نتقاتل ...هي مجرد حديقة جميلة مكتملة قد عرفها الناس جميعا حتي لو لم يروها ، ليس فيها جديد ...
هي صفقة خاسرة ، لذا لن نصل اليها ابدا


(الصورة من وحي وجه حقيقي)



Saturday 14 April 2012

عفن



أخلاق تتعفن بالرغبات السطحية التي لا تمنح الا السعادة المؤقتة ، أو حتي ليست سعادة ..و لكنها الشعور بالرضي المؤقت .

في ظلال عدم وجود ايدولوجية للحياة الدنيوية ، حتي الوصول الي بر الأمان ...هناك العفن الأخلاقي ، و سوف يظل العفن حتي تتخمر العقول و يبدأ السكر ، و من هنا يبدأ الناس بفعل الكبائر حقا . 
عدم الرضا الشديد ! الذي يأتي كثيرا في الأيام الحالية ، هو مرض سوف يحُاسب عليه من لم يهتم بوقايه نفسه من الاصابة به . أما من يصاب بذلك المرض و له الأحقية في الغضب ، لعجزه في أن يجد الكرامة ، فالله لمن سوف ينال قسطا من عواقب هذا الشعور من أخيه .

و المعضلة تكمن في أن الأغلبية هم من يستحقون أن لا يرضوا دنيويا ! و مع قدوم الايام سوف يكبر هذا الشعور و يملأ القلوب المشوهه بفعل الأسياد ، و سوف يسبب في انقراض الاقلية التي لا تعي النعم التي لديها و هي تلك الفئة ذات الأخلاق البادئة في التعفن . و المعضلة أيضا هي أن الأقلية هم من يحملون مسئولية استرضاء الأغلبية الغاضبة البائسة . و لكنهم مشغولون باسترضاء فراغاتهم العاطفية و الايمانية بالحصول علي الماديات ، و المعنويات الرخيصة . 

و تندر ايدولوجية عدم استرخاص النفس التي وهبها الله للأنسان من اجل الرضي بالنفس ! او من اجل اكتساب رضي الأخرين .
و يكثر صمت من وعي و ادرك الأمور ، و تكثر المشاهد الهزلية . في انتظار ضربة الاهية قد تقلب شكل الاقدار ، سواء عقاب ام اختبار . أو في انتظار موجة المهانين أخلاقيا ، ليهينوا من نظر لهم في استعلاء و تكبر ، و ليهينوا ايضا من حاول أن يساعدهم . حتي تنقلب الآيات ، و نصبح نحن الباحثين عن الكرامة التي كانت في كنفنا يوما ، و نجلس علي الارصفة و نقبَل الأيادي و نستحلفهم بالله أن يراعوا ظروفنا ، و تمسي الأقلية تتذكر من يحرك الأقدار حقا ، و تتمني لو لم تُخلق يوما