Sunday, 2 February 2014

الريف الأبيض




 كان يقال ان الله خلق الريف و الانسان صنع المدينة "  - شخصية مصر - جمال حمدان"

لقد فسدت المدينة الكبري التي أعيش فيها و طغت علي المدن الأخري ، فما عادت تجذب غير من هو فقير الروح و المادة طلبا للمزيد ، أصبح الوضع أكثر مخيفا بمعرفتي أحتمالية أن يوصل الحال الي هجرة واعظ ديني من قريته الي تلك المدينة حتي يحصل علي أجر أعلي مما كان يتقاضيه و هو في مسجد القرية ، و قد وفقه الله أن يحصل علي تلك الوظيفة في المدينة في مسجد يقع في منطقة سكنية هادئة ، ألا ان هذا الواعظ  بعد أن تحقق مسعاه في زيادة الرزق لم يلتزم بحضوره في جميع الأوقات و الأيام ليؤم المصليين و الحاضرين بالمسجد ، و يحلّ محله من يحلّه سواء كان علي قدر من الكفائة ليأخذ مكانه أم لا ، ثم يشتكي الناس وتشتكي الحكومة عن شيوخ و حلقات و تجمعات تقصد التحدث في الأمور المحرمة كسياسة الدولة في بعض الأحيان

ظلم الأهل و ظُلموا ، بتكرار هذا النمط من التخلف عن أداء الدور المخصص له الموظف ، بأختلاف  المجالات ،  و لكن هذا النوع من التخلف هو مخيف ، حتي و أن لم يكن يؤثر مباشرةً ، و لكن كيف يكون هذا بواعظ اذا لم يتق الله في دوره كأمام مسجد و أحد رموز الخطاب الديني ؟  فيما سيعظ الناس أن لم يكن هو نفسه محتاج الي وعظ موجه اليه ؟

فسدت المدينة بمثل هؤلاء الأفراد ، و هذا ما يدفع الكثيرين الي التمنّي الي الهروب منها الي خارجها و البلاد . ربما نمزح و نقول " متي يأتي اليوم الذي أسافر فيه الي الخارج ؟ " و لكنه مزاح ينبع من أدراك مدي الفساد الذي وصل به الحال
قد نضحك علي حالنا ، نرفه عن أرواحنا قليلا ، لكم مازال الوضع قائما ، و هو سوف يمسنا عاجلا ام آجلا ، هذا العفن في هذه المدينة .
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
(آية 75 - سورة النساء )


أستوقفني الكلام في هذا الفيديو الذي وجدته بالصدفة، كلام الرجل عن الريف ...لم أذهب الي الريف قط ، هناك القليل من هذا الريف مازال موجودا في مصر ، أتمني أن أراه قبل أن يختفي هذا الريف الأبيض.


No comments: